صمتك القاتل

موضوع: صمتك القاتل الأحد ديسمبر 28, 2008 12:01 pm

صمتك القاتل يأخذ أبعاده في الأفق
يمسك يد الشمس ….يضم صدر القمر
وينام بين أحضان النجوم
وأنا...... النجمة الوحيدة
الضائعة في مداره
ورغم تمردي عليه…أتردد في ايقاظه
خوفا عليه …من الانفعال
خوفا منه من الانفجار
كأنفجار طفل نائم ....يصحو بغتة
بغير ارادته… يبكي..... يصرخ
ولا أدرك سر كآبته
انتظرت طويلا....ومازلت أنتظر بشوق
استيقاظه من غفوته
ومزقني الانتظار....غدوت سفينة تتحطم
خلف شراع عينيك .....غدوت سفينة
تبحر ..... تزمجر....ورغم ارتفاع الموج
تهوى المخاطرة والابحار
ضيعني صمتك القاتل ......أخذني
الى وطن غير وطني .... وحب غير حبي
وفي أرجوحة الزمن أتعبتني بين عينيك
كثرة الترحال ......مازلت أنتظر
غياب الشمس ..... اختفاء القمر..... وجلاء النجوم
فربما يعود لينام بين
أحضان نجمته الوحيدة
وتخرج أنت عن صمتك .....لتقول
كلمة أحبك ....ولتهطل من بعدها
في سماء عمري جميع الأمطار

يتمدد وحيدا على السرير في غرفة ما
تمتد يده لتطفئ النور
مستسلما للحلم .. بعيدا عن صخب الآخرين
تُصاب بالارتباك عند لقائه
تشعر انه يعرف مايدور بخاطرها
أثناء الحديث .. تتحاشى التحديق في عينيه
يبتسم يشد على يديها مشجعا
تبتعد في صمت ويبقى إعجابها حبيس صدرها
يبتعد هو الأخر مسافات ومسافات، محاولا نسيان سنوات مريره
يسافر بعيدا لعله ينسى
يغرق في دخان سيجارته التي لا تكاد تشرف على الانتهاء حتى يعوضها بأخرى،
كأنه يعوض سنين مرت من عمره.
يسحب نفسا طويلا من سيجارته.عبر ضباب دخانها المتصاعد تبحث عن تقاسيم وجهه.
بينما تعود ذاكرته إلى فترة موجعة
يتذكر رفاق درب العتمة الطويل من شباب وشيوخ ونساء في العنابر المجاورة.
يتألم كلما تذكر صورة أمرأءة يوما ما تحولت الى افعى سامه
او لصوت طفلا قد ادهش بالبكاء
او لزمن قدر تحول الى غابة من الاشباح
رائحة المر لاتفارق انفه ولا فمه
انف طالما تزود برائحة عبق عطر امرأة تحمل دفئا وحبا.
فم طالما حلم بامرأة تلثم بدفء شفتيها أثار الجراح.
كلما تذكر سجنه الانفرادي في تلك الغرفه التي تشبه الزنزانه اللعينه
في الليالي البارده في ارض برودتها تحت الصفر في ليالي الشتاء الكئيبه
وقدر لعين يصب عليه دلو من الماء البارد
يحاول ان يحتمي بمعطفه بحثا عن دفئ مفتقد
آه ياعزيزتي ما أمر قهر الرجال!
عندما يظلمه الزمان
يومها شعرت بقهر فظيع موجع.
يصمت، يشرد قليلا، ثم يأخذ نفسا عميقا من سيجارته،
يهرب من نظراتها ويترك الحكاية تغرق في بحر الصمت.تحاصره من جديد،
نظراتها تعذبه، تعاتبه كيف ينسى أو يتناسى..؟
نظراتها حارقة دوما،كلما حدق بعينيها يتذكر كل شئ
.تسأله تلح في السؤال..
يصمت بحثا عن تصالح مع ذاته،مع ماضيه،مع حاضره..
لكن نظراتها الحارقه تعذبه
تعرف مدى عشقه للحبر ولرائحة الورق تسأله:
-لماذا لاتكتب عن ظلم الزمن لك ..؟
اكتب تجربتك،تجربة من نُسي في تلك الغرفه المظلمة..اكتب..يقاطعها قائلا:
-كيف..؟ اكتب في جو ملوث..؟مستحيل!
قد ابحث عن فضاء نقي،كي أتنفس بحرية دون خوف،اما أن اكتب كل شئ، أتفهمين كل شئ ؟ أوأصمت.
يسود الصمت بينهما.يمرر يده بلطف على شعرها، يطلب منها أن تنساه
تنظر اليه طويلا،تُداري دمعة منسكبة دون استئذان.وتسأل نفسها..كيف يطلب منها هذا..؟
تتجاوز الجرح..؟ أين أمالها..؟أحلامها المجهضة..؟
شبابها المندثر كأوراق خريف.بسمتها الخائفة .
تصمت وتعانقه بشوق، متمنية في أعماق نفسها أن تداوي جرحه العميق يوما ما.أن تؤنسه وتبعد عنه شبح الوحشة والوحدة.
يبتعد مسافات ومسافات، يتوارى عن الانظار
ويتمدد وحيدا على سرير في غرفة ما.
تمتد يده لتطفئ النور مستسلما للحلم.بعيدا عن صخب الآخرين.
ايتها المرأه
مارسي دورك .. ودعيه يمارس دوره
دعيه يأمر وينهى .. دعيه يعمل .. دعيه يصمت
دعيه يطيل التفكير .. دعيه يخفي انكساره .. دعيه لسيجارته العذراء
دعيه هكذا ولا تقتربي من عرشه - خوفا من ان يسقط لاي سبب ما
اصمتي وارضي بقدرك و اختبئي وراء ظهره
حتى لا يختبأ غدا وراء ظهرك
تحياتي