وجهات نظر كثيرة بين مؤيدة ومعارضة
يبدو أن فوز اليوم على المنتخب الصيني غالباً يظهر بشكل كبير أنه بلا طعم
بل رسخ انقسامات بين الجماهير كانت أقل حدة فيما سبق
ولعلني اراهن الآن بأنه كان يوجد أطراف كانت تنتظر تعثر للمنتخب من بعض المقاطعين للمنتخب
فمن يراقب ردود الأفعال ومن يقرأ في بعض ما جاء فيها تغدو نبرة الانقسام كبيرة
لنأتي إلى الواقع ونحاول أن نذلل العقبات على أمل أن نجد نقاط تلاقي حقيقية تستند إلى أرضية صلبة من الواقع
المنتخب الصيني بين تواضعه وحقيقة النصر عليه
المنتخب الصيني الذي واجهناه تم ذكر العديد من المرات قبل المباراة بأننا سوف نقابل أضعف فريق صيني ممكن أن نواجه
وربما هذه الكلمات إلى حد ما صحيحة ومنطقية وخاصة اذا ما وجدنا بأن معظم عناصر المنتخب الصيني هي عناصر شابة
واذا ما دققنا النظر إلى نتائج المنتخب الصيني بتصفيات كأس العالم التي خرج منها وكان واضحاً بأن نتائج منتخبنا كانت مشرفة أكثر من نتائج منتخب الصين بكثير
وإذا ما وجدنا بأنه حتى بعد هذا الخروج قام المنتخب الصيني بتغييرات أكبر وادخل عناصر شابة أكثر إلى منتخبه
وأيضاً نتائج مبارياته الودية مؤخراً لم تقنع الشارع الصيني قبل أن تقنع غيره
وربما الصينيون أنفسهم لم يراهنوا كثيراً على الخروج بالفوز من أرض ملعبنا
وبنفس الوقت لننظر إلى الجانب الأخر من الكأس إلى وجهة النظر التي تصب بصالح فجر
الفوز على الصين تحقق وهو الأهم
ولا يهم سواء كان هذا الفوز على أقوى منتخبات الصين أم أضعفها فالتاريخ سيسجل فوزنا عليهم فقط ولن يذكر شيئاً أخر
المنتخب الصيني بعد تأخره قاتل بشراسة وبصراحة أحرجنا بأوقات جيدة وخفنا بأن يدرك التعادل
وبمجرد عودته إلى أجواء المباراة بعد تأخره يؤكد بأنه هذا المنتخب يمتلك بعض العناصر الجيدة ولكن ربما تحتاج إلى الخبرة
ويبقى الأهم بأن فجر إبراهيم طالما هو عنصر الخلاف هنا خرج منتصراً من معركة الصين سواء اقتنعنا بالمنافس أم لا
حديث بسهولة المجموعة وبين واقعية التأهل مع كثرة العناصر الجيدة بالمنتخب
مرة أخرى القول بأن مجموعتنا سهلة ومن المعيب ألا نتأهل منها قد يبدو هذا الكلام منطقي
وخاصة اذا ما راقبنا الخط البياني لكل منتخبات المجموعة في السنوات الأخيرة
فسنرى بشكل واضح بأن الخط البياني لمنتخبنا هو الأفضل والأكثر تصاعدياً بين منتخبات المجموعة جميعها
وعناصر منتخبنا ربما بشكل كبير في الكثير من المراكز هي الأفضل
وقد يتفق الكثيرون بأننا نمتلك حالياً واحد من أقوى منتخباتنا الوطنية قوةً لكثرة العناصر الجيدة بكرتنا مؤخراً
وحتى لوجود عدد جيد من لاعبينا يحترفون بالخارج أو على الأقل وجود عدد أخر أصبح يصلهم عروض جيدة للاحتراف خارجياً
وعلى هذا الكلام يمكن أيضاً الإتفاق بأنه مع مثل هذه العناصر الجيدة للمنتخب من البديهي أن يخرج فجر منتصراً ببعض المباريات
فهو شيء بديهي بكرة القدم فلا يوجد فريق أو طرف خاسر بشكل مطلق .....
ومن الجانب الأخر يمكن القول أيضاً بأن كثرة هذه العناصر قد تحتاج إلى من يوظفها بشكل جيد مع بعضها
وربما يمكن القول بأنه حان الوقت لكي يكون فجر قد كسب خبرة ميدانية جيدة مع منتخبنا
ليعرف من أين يحصل على مبتغاه بأرض الملعب فمن الطبيعي أن يستفيد المرء من تجاربه السابقة
ولذلك على القاعدة التي ذكرناها بأنه لا يوجد طرف خاسر بشكل مطلق قد تنطبق على فجر إبراهيم بالشكل الإيجابي
أي أنه كسب الخبرة الميدانية في المنتخب بعد هذه السنوات ولتجتمع الآن فيه عنصري الخبرة النظرية الكبيرة التي يملكها من خلال شهاداته التدريبية
التي لطالما تحدث عنها وأيضاً التطبيق العملي لهذه الخبرة النظرية
بالتالي أن نكون هنا أمام بداية قصة نجاح مدرب هي عملية ممكنة وليست مرفوضة بالمطلق .......
حديث الفوز رغم الإصابات وبين انتصار فجر بهذا الجانب
ونعود من جديد إلى معسكر مقاطعي المنتخب بسبب فجر كما يطلق عليهم
فالحديث على أن فجر إبراهيم حقق فوزاً رغم بعض الغيابات بسبب الإصابات هو كلام مرفوض لهم
فيمكن القول بشكل كبير بأن هذا الكلام منطقي للغاية فدائماً وأبداً يقال بأنه هناك بأي فريق عناصر مؤثرة وغيابها يترك ثغرات سلبية
ولكن مبرر الإصابات لا يجوز ذكره عند قاعدة المنتخب لأن أي مدرب يمتلك لاعبي كل بلده يستطيع أن يستدعي من يريد ليسد أي ثغرة لديه
أي أن وجود إصابات وغيابات قد يكون مبرر جيد في حالة فريق عدد لاعبيه بين 25 ل30 لاعب ولكن ليس لمنتخب يملك آلاف اللاعبين يستطيع استدعاء من يشاء
وهذا الكلام لمحللين عالمين كثر وربما هي وجهة نظر معقولة ومنطقية إلى حد كبير
وكذلك يمكن رفض وجود إصابات من باب تكرار الطلب من فجر إبراهيم أن يستدعي لاعبين مميزين اخريين لكي لا يقع في نار الغيابات للإصابات
وخاصة بوجود لاعبين مميزين لم يتم إستدعائهم وعلى رأسهم سنحاريب مالكي ولؤي شنكو
إذاً قد تكون وجهة النظر هذه منطقية
في الطرف المقابل الكلام الذي قد يدعم فجر بهذا الخصوص موجود ووجهة نظر معقولة للغاية أيضاً
فإصرار فجر إبراهيم على عدم استدعاء بعض اللاعبين المميزين
وتمسكه بخياراته التي قام باختيارها ووضع ثقته بها من باب إيمانه بأنه قادر على تحقيق نجاح بها
يمكن القول بأن وجهة النظر هذه قد انتصرت في مباراة اليوم
ولن ندخل في باب الأخذ والرد بخصوص الفريق الخصم الذي نقابله ومدى قوته
فالحديث الآن على هذه المرحلة وفجر إبراهيم راهن عليها بهذه التشكيلة ونجح بذلك
لذلك فهي وجهة نظر أيضاً مقبولة للغاية
وجهات نظر أخرى وحديث عن مقاطعة الجمهور
وهناك العديد من وجهات النظر والحديث والأخذ والرد ومعارض ومناصر
فأيضاً الحديث عن الحضور الجماهيري رغم أن الحضور الجماهيري كان مرجحاً للغاية ألا يكون ضخماً
فمن جهة حملة مقاطعة المنتخب بوجود فجر لا يمكننا أن ننكر بأنها حملة كبرت للغاية في الآونة الأخيرة وحتى بالمنتدى
فعندما نتحدث عن نسبة تقارب 80 بالمئة من معسكر الرافض لفجر فأننا نتحدث عن نسبة برأي بأنها خطيرة للغاية
وعلى فجر أن يحاول أن يتواصل مع هذه الجماهير وكسب ثقتهم من جديد
فرأي بذلك بأن الموضوع ليس فوز مباراة أو خسارة أخرى فهذه النسبة الكبيرة المعارضة له بسبب مختلف
وهو أن معظم هذه الجماهير لطالما شعرت بجرح مشاعرها من قبل فجر
بسبب تصريحات سابقة عديدة أدلى بها أوجدت حواجز كثيرة بين فجر والجماهير السورية
وأيضاً يمكن القول بأن الحضور الجماهير كان مرجحاً بشكل كبير أن يكون قليلاً وهو كلام واقعي وعكسته عدة أمور
فعندما لا يحضر أي شخص من أجل مزاد تعهيد المباراة فيبدو واضحاً بأن اتحاد كرتنا اخطئ مجدداً باختيار توقيت المباراة بالثانية ظهراً في يوم هو ليس بالعطلة الرسمية
فلا أحد يستطيع أن يلوم شخصاً يعمل من أجل عائلته ونطلب منه أن يترك عمله ليحضر المباراة
ولا يمكن أن نطلب من طالب لديه امتحان وهي فترة امتحانات بسورية أن نقول له اترك امتحانك واذهب لحضور المباراة
ولا يمكن أن نطلب من موظف بدوائر حكومية أن يهرب من مؤسسته ويعرض نفسه للمحاسبة
إذاً بهذا الخصوص يبدو الحديث عن ذلك غير مجدي والتقصير برأي أولاً من اتحاد الكرة بتحديد موعد مناسب
لنستطيع بعدها أن نعلم هل كان هناك تقصير من الجمهور أم لا
وأنا هنا أجزم بأن الحضور الجماهيري من المحافظات الأخرى لدعم المنتخب كانت بأدنى مستوياتها أيضاً للسببين الذين هما حركة معارضة المنتخب بوجود فجر وخطأ اتحاد الكرة بتحديد موعد للمباراة
لذلك لوم أي طرف برأي هو كلام غير موضوعي وغير واقعي
وهنا ربما يضاف عنصر ثالث ثانوي يتجسد بقيمة الخصم وقيمة المباراة فكما ذكرنا معظم جماهيرنا سبق ومنذ يوم سحب قرعة المجموعة جزمت بتأهلنا لكأس آسيا بعد انقطاع طويل
كيف يتقرب فجر من هذه الجماهير وكيف بالنهاية تحول فوزنا لكي يكون بلا طعم
وبالنهاية أريد أن أوجه نصيحة لفجر إبراهيم وجهة نظر متواضعة مني واتمنى أن يأخذها فجر إبراهيم بعين الاعتبار
فهو كما معروف عنه لديه ميول صحافية فهو مسؤول صفحة رياضية بإحدى الصحف السورية
بالتالي يجب عليه أن يدرك بأن الخلاف مع شريحة كبيرة من الجمهور السوري اذا لم تكن هي الغالبية أيضاً
ليس هو فوز مباراة أم خسارة أخرى بل المشكلة الأساسية بأن هذا الجمهور يشعر بأنه سبق وتم جرحه بتصريحات سابقة من فجر
ولذلك التقرب من هذا الجمهور يجب أن يكون بالكلام الطيب والتواضع أمام عظمة جمهور سورية
وربما تكون هي أقرب الطرق لقلوب هذه الجماهير من جديد
ونقطة نهاية : هذا وذاك وبين نظريات مؤيدة وأخرى رافضة وبين كلام من هنا وآراء من هناك
تبدو المباراة أخذت برائحتها النصر ولكن بطابعها الحقيقي والجدالات الكثيرة والانقسامات الغير مبررة برأي ضاع طعم الفوز