ضاق صدري أحد الليالي وهمت على وجهي بسيارتي
لأني لا أعرف حين الضيق إلا حالتين أوردهما المتنبي في بيته
أعز مكان في الدنى سرج سابح *** وخير جليس في الزمان كتاب
وحيث أنني مللت القراءة فركبت سرجي السابح على فراش الزفت الصناعي
وسرت بلا مقصد حتى خرجت من الديار وأظلم الطريق
فإذا بذاك الخيال على يمين عيناي
خيال أنسان ليس بحيوان ولا أظنه بجان
رفع وأشار لي بيده اليمين كما يفعل هتلر في ماضي السنين
فكبحت السيارة عن جماحها وتوقفت ,
ونظرت في المرآة فإذا الشخص إمرأة
ما أتى بها في قارعة الظلام
لم أتكلم ,,,
فتحت المرأة باب السيارة الأمامي وركبت ,,
أستجمعت قواي بعد أن رأيت فيها من الجمال ما يردي الجٍمال
قلت : لو عدتي للوراء ,, سيكون أفضل
رمقتني بعينيّها ,,
فقلت في نفسي
إن العيون التي في طرفها حور
صفقت بالباب الأمامي
وركبت خلفي
ونظراً لجمال البنت تعنترت وتزيرت فقلت :
إلى أين تريدين .......يا آنسة ؟
فضحكت
فقلت على أي الشطرين تضحكين
قالت : على الأخير
قلت : إذن لك بعل
قالت وهي تضحك : لا
ثم مدت برجلها العارية إلى الأمام لتصبح بين مقاعد الركاب الأمامية
فقلت
( َإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ )
صحت بعصبية : أين تريدين ؟
قالت : حيث تريد أنت
قلت : أنا لا أريد ما تريدين
قالت : كلكم تقولون ذاك في أول الأمر
قلت : من نحن ؟
قالت : أسمع يا عزيزي ,, قد أكن أحرجتك وقد أكون كسرت واقعك السخيف الممل ولكن لا تقل أنك لم تعجب بي ,,,
فقد هام فيّ الكثير الكثير ,, الغني والفقير
وعاشرت وطارحت الملوك والأمراء والصعاليك والزنادقة
ضحكت وقلت : لك تاريخ حافل إذن
قالت : قد لا تتصوره ,, وأنا أقسم لك هنا أنني البنت اللعوب لغالبية الكبار
قلت في نفسي
( و لا تقبل لزانية يمينا *** ولو حلفت برب العالمينا )
أكملت وهي تقول : كلٌ تغنى بعشقي وتمنى عذقي
وانا مشاع لكل من أراد الضياع
أقسم برب العلى أنني
عاشرت من بيدهم أن يعدموك أو يوظفوك أو ينفوك
نمت ليالي طوال مع أناس أحبوني حب غطى عيونهم
فمن عاشرني ليلة سيدمن السمر معي
ولا تسل ولا تستشير فجرب يافتى وأنو المسير
قلت : إليك عني يأمراة .
من أين أنتي وأين ولدتي ,,,
من أي أماكن زرعت بذرتك ؟
قالت : أنا من هذا الطريق المظلم وحسبك .
ولست بأحسن من غيرك
ولا تظن أني همت بك ,,,
فقبلك كما أنت كانوا عندي سقط متاع ,,
وتقضية حاجة كحاجة الديك للدجاجة
قلت : والله لولا الله لبترت لسانك وقطعت بيانك
أوقفت السيارة وصحت بقوي العبارة : أنزلي ياعشيقة الملوك
انزلي يا بائعة الجسد فوالله لا يهيم بك إلا جاهل ولا يعاقرك إلا غافل
لن تغويني بجمالك الباهر ولن أبيع ديني بملمس جلدك الساحر
أنزلي لا أحياك الله حياة طيب .
وهي تجر ثيابها المعطرة
وشعرها الغجري
نزلت ,,,,,,,
وهممت بالإنطلاق لولا أنني فتحت النافذة
وصحت : ما أسمك يا لعوب؟
ضحكت وغمزت لي بطرفها وقالت :
اسمي
( عروبة )